روائع مختارة | واحة الأسرة | صحة الأسرة | حاولت أن أحبها دون جدوى!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > واحة الأسرة > صحة الأسرة > حاولت أن أحبها دون جدوى!


  حاولت أن أحبها دون جدوى!
     عدد مرات المشاهدة: 1955        عدد مرات الإرسال: 0

¤ الإسـتشـارة:

اسأل الله ان يجعل ما تقدمونه في موازين حسناتكم، بداية سأحاول ان اكون صريح جدا واعذرني على سوء الصياغة والتعبير لاني بكتب كل اللي فخاطري بدون تحفظ..

=اولا: انا متزوج من حوالي 10 اشهر وماعندي اولاد مشكلتي بدأت من بداية زاواجي لما لاحظت ترهلات غريبة على جسم زوجتي ماتناسب عمرها 23سنة وقلت في نفسي عادي شويت رياضة ويروح وصرت المح لها ولكن بدون فايدة فالترهلات الى الان موجودة.

=ثانيا: وهي الاهم اني كنت حريص على اني اتزوج وحده على قدر من الدين والعلم والثقافة والذكاء -ولو الاساسيات- ولكن إكتشفت ان زوجتي عكس هذا، فعلى سبيل المثال لاتعرف ان للجنابة غسل، وان صلاة المغرب لاتقصر...الخ، حاولت اعلمها واحثها على القراءه لكن مافي فايدة، وعارف انك بتسألني ليه ماسألت عنها قبل الزواج؟ واجاوبك ان زوجتي تحمل شهادة جامعية بتقدير امتياز ومع مرتبة الشرف ومن اسرة محافظه، قريبة مني فالعمر فانا اكبر منها بثلاث سنوات فقط.

=ثالثا: حاولت ان احبها ماقدرت، اسشعرت قوله تعالى {وجعلنا بينكم مودة ورحمة} فانا ارحمها ولكن ماحبها، فكلما اكلمها اكتشف انها تفتقر لكل ماذكرته، فصرت اتحاشى اني اكلمها، خلقت جو من الرومانسية واستحضرت انها تحبني وتحاول ترضيني، لكن اكتشفت معادلة وهي عدم التكافؤ=عدم الرومانسية.

=رابعا: افكر بالطلاق كثيرا وكلما تخيلت اني انفصلت عنها ارتاح كثيير لكني ارحمها فهي طيبة وابوها طيب، ولكن هل هذا يكفي عشان استمر معها، انا خايف اني اصبر ويجينا اولاد ويحصل الطلاق فتصير المشكلة اكبر.

=واخيرا: ارجو المساعدة... وفي حالة اني قررت الطلاق وش تنصحني بطريقة تكون اثرها النفسي عليها اقل وقعا لانها تحبني وحساسة جدا.

رد المستشار: د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل.

بداية كم راعني تأنيك وعدم إستعجالك، وكم أعجبتني فيك مشاعرك الرقيقة، المتمثلة برحمة زوجتك، وحرصك حتى لو طلقتها ألا يترك ذلك أثراً سلبياً في نفسها، خاصة وقد وصفتها بأنها حساسة جداً.

أخي العزيز: يبدو لي أن ما ذكرته من ترهلات -حسب تعبيرك- لدى زوجتك طبعت نفسك بإنطباع سلبي نحو زوجتك، ومثّلت انطباعاً أولياً في نفسك عنها، وحين وضعت هذه البذرة رحت تسقيها بكثرة التفكير، الذي كبرت شجرته حتى باتت تحجب نظرك عن أي جانب إيجابي لديها.

إنك لو نظرت إلى زوجتك من زاوية الجوانب الإيجابية، لبدت لك الجوانب السلبية أصغر حتى من وضعها الطبيعي، ولرأيت أن علاجها ليس صعباً، مع منحك إياها قدراً من الحب، الذي يمثل حافزاً أساسياً في التغيير.

لكن يبدو أن موضوع الترهلات -كما تذكر- أوجد لديك صدمة رحت على إثرها تبحث عن مسوغات تبدي كما لو أن تلك الترهلات كانت ثانوية، فأبديت متطلباتك في الزوجة، وأبديت تواضعك في تحقيق تلك المتطلبات بالأساسيات منها، وأوردت نماذج من نقائص زوجتك في تلك المتطلبات، وما أشرت إليه وإن كان ينمّ عن جهل شديد إلا أن قصارى مايتصل بذلك هو مجرد تصحيح المعلومة، وليس بذل كثير جهد، ولذا بدا قولك حفظك الله: حاولت اعلمها واحثها على القراءة لكن مافيه فائدة!!! كلاماً إجمالياً، يصور تضايقك أكثر مما يعكس صعوبة علاج أخطائها!! ولاشك في أنك تدرك جيداً أن زرع هواية مثل القراءة، عند أحد كبر ولم يعتد عليها، يحتاج إلى مجهود وصبر من جهة، وأساليب مغرية من جهة ثانية، لكنني أرجع وأقول: يتراءى لي أن مجهوداتك في ذلك السبيل يمكن اعتبارها تحلة قسم كما يقال!!

فقد قررت عدم الإرتياح منذ البداية، لاحظ كيف تقول في رسالتك: افكر بالطلاق كثيرا وكلما تخيلت اني انفصلت عنها ارتاح كثيير، هل ترى أخي الحبيب أن مجهود إنسان، مهما بلغ، يحمل هذه النفسية الكارهة سيكون له كبير أثر؟! ودقق في نظرتك إليها وكأنك تريد أن تقتلع جذورها في نفسك، فأنت حين ذكرت متطلباتك في الزوجة، بقولك: اني كنت حريص على اني اتزوج وحده على قدر من الدين والعلم والثقافة والذكاء، بادرت إلى جعل زوجتك عكس ذلك، مع أنها خريجة جامعة بإمتياز، مع مرتبة الشرف،كما تذكر!!

أخي الحبيب: أنا لا ألومك إطلاقاً ألا تحب زوجتك، أو ألا تكون أحببتها، فالقلوب بيد الله، وإن كان يعجبني جداً أنك لا تزال تمسكها، رحمة بها.

لكني كنت أتمنى أن تضيف إلى هذه الرحمة نوعاً من التوازن في نظرتك إليها، إنْ في الجوانب الايجابية المتوافرة، وإنْ في قابلية سد الثغرات، بالتعليم بطرق مناسبة، يقع في أولها معرفتك بالإختلافات الكبيرة بين الرجل والمرأة في شتى الجوانب.

أخي العزيز: إن أثر الطلاق السلبي ليس قاصراً على المرأة، ولقد مرت عليّ حالات بدأ ذهن الزوج فيها يستيقظ على تذكر الزوجة حتى بعد أن طلقها وتزوج بأخرى، لأن الأخرى وإن بدت بمواصفات أجود من الأولى في الجملة، لكن هناك صفات، كانت تهم الزوج عند الأولى، وكان قد أرخصها في ظل جوانب سلبية أخرى، تلك الصفات بدأت تطل برأسها، لأن الزوجة الجديدة بمواصفاتها الجيدة، كانت فيها أقل من الأولى.

والإنسان لن يضمن لنفسه أنه سيجد زوجة حسب مواصفات ومقاييس دقيقة، لكن الإنسان يسدد ويقارب في الأساسيات، التي تتطلبها الحياة الزوجية، فقد توجد فتاة تتسارع الصحف إلى خطب ودّ قلمها، لكنها قد لا تجيد صناعة الشاي، فهي وإن نجحت ثقافياً وإعلامياً فهي فاشلة بجدارة زوجياً، خاصة حين ترى في تلك الأمور توافه تقوم بها الخادمة!

أخي الكريم: حاول أن تعيد تقويم زوجتك، وأن تكون عادلاً في ذلك، فربما اكتشفت فيها صفات عزيزة إلى جوار ما يضايقك منها من صفات.. ووقتها تكتشف بأن علاج ما يضايقك منها ليس هو بالصعوبة التي قد تفهم من كلامك، وهي من جهة أخرى تستحق المعاناة لتلك الصفات، وتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي آخر»، وقوله تعالى: {وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً عظيماً}.

وخلاصة رأيي أن تبقيها معك ستة أشهر أو عاماً، وتنظر إليها من خلال ما ذكرت لك، وبنفسية يغلب عليها التفاؤل، وتتجنب الحمل، فإن استقام أمرك معها، وإلا على الأقل تكون قد استنفدت الوسيلة، ولم يلحقك لوم بسبب الإستعجال.

وفقك الله لكل خير، وهداك للتي هي أقوم، في أمر دينك ودنياك.

المصدر: موقع المستشار.